الأفتتاحيـة (العائد الاقتصادي للأبحاث في مجالات العلوم الاجتماعية والانسانية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ المکتبات والمعلومات عميد کلية الآداب جامعة القاهرة

المستخلص

من بين مجالات العلوم الإجتماعية والانسانية تخصص المکتبات والوثائق والمعلومات. ويقصد بمؤسسات المعلومات - وهي ما يمثل الوحدات الوظيفية لممارسة المهنة لخدمة المجتمع - الآتي: مؤسسات إنتاج المعلومات وتنظيمها - مؤسسات خدمات المعلومات وإتاحتها - مؤسسات تعليم المکتبات وتکوين الخريج العصري - الجمعيات والاتحادات المهنية في المجال. ويتجلى دور مؤسسات المعلومات عندما نتحدث عن توجه المجتمعات نحو مجتمعات المعرفة واعتماد المجتمع في کافة أنشطته على المعرفة والتحول الرقمي من أجل تيسير إتاحة الخدمات للمواطن بالاعتماد على وسائل تکنولوجيا المعلومات والاتصال. کما يشهد العالم الانتقال نحو الاقتصاد القائم على المعرفة. ونذکر بمرور البشرية بثلاث مراحل هي: الاقتصاد الزراعي (الزراعة) - الاقتصاد الصناعي (التصنيع) - الاقتصاد ما بعد الصناعي (الخدمات والإنتاج الضخم) وأخيراً اقتصاد المعرفة (التکنولوجيا ورأس المال البشري). ويقصد بالإقتصاد القائم على المعرفة: الاقتصاد الذي تکون فيه المعرفة أساس في النمو والإزدهار الاقتصادي، وتکوين الثروة بالنسبة للدول والمجتمعات والمؤسسات، وهو يعکس قيمة أو مکانة صناعة المعرفة داخل نسيج الاقتصاد الوطني على مستوى الدولة أو المؤسسة الواحدة، وأهم ما يميز الاقتصاد القائم على المعرفة الآتي: العناية بالبحث والتطوير - تشجيع الابتکار  - تکوين العمالة الماهرة والمدربة - توفير البنى الأساسية للمنتجات الرقمية وتيسير الاستثمار في تکنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل المنافسة العالمية في اسواق عالمية لا حدود لها لا تعرف القيود الزمانية والمکانية. ومن أبرز مجالات الصناعات الثقافية الإبداعية التراث الثقافي، وهو أصل کل أشکال الفنون وروح الصناعات الثقافية والإبداعية. وينقسم هذا المجال الى مجموعتين فرعيتين هما: (1) التعبيرات التقليدية والثقافية وتضم الفنون والحرف، والمهرجانات والاحتفالات، (2) المواقع الثقافية وتضم المواقع الأثرية والمتاحف والمکتبات والمعارض، الخ. ثم تأتي المجموعة الثانية لتضم الفنون، فالأعمال الفنية عادة ما تکون مستوحاة من التراث وتؤکد على القيم والمعنى الرمزي. وتنقسم إلى الفنون البصرية: الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي والتحف، وکذلک فنون الأداء: الموسيقى الحية، والمسرح، والرقص والأوبرا والسيرک والعرائس، الخ. ثم يأتي المجال الثالث متضمنا وسائل الإعلام ويشمل النشر ووسائل الإعلام المطبوعة: الکتب والصحافة وغيرها من المطبوعات، الصوتيات والمرئيات: الفيلم، الإذاعة والتلفزيون والإذاعة الأخرى. وأخيراً يأتي المجال الرابع ليضم الإبداعات الفنية التطبيقية (العملية – الوظيفية) التي تضم أکثر الصناعات القائمة على الطلب والموجهة أکثر نحو الخدمات من أجل خلق السلع والخدمات لأغراض وظيفية. وتشمل: التصميم: التصميم الداخلي، والأزياء، والمجوهرات، ولعب الأطفال، والخدمات الإبداعية: المعمارية، والإعلانات، والثقافية، والإبداعية الترفيهية الرقمية, والبحوث والتنمية, والخدمات الرقمية الأخرى والخدمات ذات الصلة بالإبداع.
کما تهتم أبحاث المکتبات والوثائق والمعلوماتبدور مؤسسات المعلومات في دعم أهداف التنمية المستدامة ويقصد بالتنمية المستدامة: التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة. وتدعو التنمية المستدامة إلى تضافر الجهود من أجل بناء مستقبل للناس ولکوکب الأرض يکون شاملاً للجميع ومستداما وقادرا على الصمود. کما تشترط وثيقة الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة التوفيق بين ثلاثة عناصر أساسية، وهي: النمو الاقتصادي - الإدماج الإجتماعي - حماية البيئة. ويکفي الإشارة إلى عنصر تداول المعلومات کأحد الأهداف الفرعية للهدف رقم (16) ضمن أهداف التنمية المستدامة. وتتجسد الأدوار الإيجابية لمؤسسات المعلومات في الآتي: (1) الترويج لمعرفة القراءة والکتابة على مستوى العالم، والمعرفة الرقمية، ووسائل الإعلام، ومحو الأمية المعرفية والإلمام بمهاراتها، وتخصيص موظفين لذلک. (2) تصحيح القصور في تقديم المعلومات ومُساعدة الحکومة، والمُجتمع المدني، والقطاع التجاري، وفهم الاحتياجات المعلوماتية بصورة أفضل. (3) توفير شبکة لعمل مواقع إلکترونية للبرامج والخدمات الحکومية (4) تطوير الإدماج الرقمي من خلال إتاحة تکنولوجيا الاتصالات والمعلومات. وأخيراً، تصبح المکتبات قلب المُجتمع البحثي والأکاديمي وحماية الثقافة والتراث العالميين وإتاحتهما.