افتتاحية العدد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ بکلية الآداب جامعة القاهرة

المستخلص

تتاسبق المؤسسات على اختلاف أنواعها وأنشطتها في جميع أنحاء العالم نحو تطبيق تقنيات جديدة، باستخدام البيانات الدقيقة من أجل البقاء من خلال المنافسة والابتکار والنمو في عالم يتزايد ترابطه يوما بعد يوم. وأصبحت المعلوماتية وتطبيقاتها ووسائلها التکنولوجية الناشئة المختلفة المحرک الرئيس للمنافسة والسعي نحو التميز في العالم الرقمي. وفي الجانب الآخر تواجه المؤسسات أنواعا جديدة من المخاطر والتهديدات تعرف بالمخاطر السيبرانية. ولهذه الأسباب وغيرها بادرت المؤسسة العربية للتربية والعلوم والاداب التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي بمصر بالتجهيز والإعداد لهذه الدورية الجديدة "المعلوماتية وأمن المعلومات" لنشر الأبحاث المتمیزة علمياً فقط لتکون قبلة للمتخصصین والباحثین فى هذا المجال سواء على المستوى الوطني أو المؤسسي في مرافق المعلومات بأنواعها المختلفة من مکتبات وأرشيفات ومتاحف ووحدات توثيق ومراکز وشبکات معلومات وغيرها. کما تهتم ببحث قضاياه ذات الأبعاد الصحية والهندسية والزراعية والإجتماعية والاقتصادية والحکومية...وغيرها. وننتهزها فرصة لتوجيه الدعوة للباحثین الراغبین فى نشر أبحاثهم الالتزام بمعاییر النشر المتعارف عليها محلياً (أکاديمية البحث العلمي والمجلس الأعلى للجامعات) وعربياً (کشاف الاستشهادات العربية ومعامل التأثير الصادر عن بنک المعرفة المصري بالتعاون مع Clarivate Analytics) وعالمياً.
يحذر منتدى أمن المعلومات   Information Security Forum (ISF)- وهو منظمة مستقلة لا تهدف إلى الربح ويوصف بأنه "السلطة الرائدة عالميًا في مجال الأمن السيبراني وأمن المعلومات وإدارة المخاطر"- في تقريره السنوي الصادر عام 1919م بعنوان: Threat Horizon من مجموعة من التهديدات الرئيسية المتوقع مواجهتها من جانب المؤسسات على مدار العامين أو الثلاثة القادمة، وقد تم تجميعها تحت ثلاثة محاور رئيسية::
الاضطراب Disruption  - يخلق الاعتماد المفرط على شبکات الاتصال الالکترونية الهشة، وارتفاع احتمالية انقطاع الإنترنت إلى فشل التجارة الإلکترونية، فضلا عن احتمالات اختراق تطبيقات إنترنت الأشياء Internet of Things.
التشويه Distortion  - يؤدي إنتشار النشر المتعمد للمعلومات الخاطئة والمضللة والمزيفة، وما يمکن أن تقدمه إبتکارات الإنسان الآلي "الروبوتات" وغيرها من المخترعات الإلکترونية إلى زعزعة الثقة في سلامة المعلومات ونزاهتها للخطر.
التدهور/ الإنحدار Deterioration  - ينتج عن التطورات السريعة في التقنيات الذکية (خاصة الذکاء الاصطناعي) بالإضافة إلى الإحتياجات المتضاربة الناشئة عن تطور أنظمة الأمن القومي والخصوصية الفردية تأثيرا سلبيا على قدرة المنظمات على التحکم في معلوماتها الخاصة.
أدى الاعتماد المتزايد المستمر في مجتمعنا الرقمي على البيانات والتواصل الإلکتروني البيني وخاصة ما يتعلق بإنترنت الأشياء إلى ظهور مخاطر جديدة لحوادث الأمن السيبراني واسعة النطاق ذات العواقب التخريبية المتتالية. وهو ما دفع المؤسسات إلى مراجعة سياساتها المعلوماتية من أجل صياغة إما بنود جديدة أم سياسة مستقلة لأمن المعلومات والخصوصية وجرائم المعلومات وإدارة البيانات ...وغيرها. وتعرف سياسة أمن المعلومات بأنها مجموعة من القواعد التي تسنها إحدى المؤسسات لضمان التزام جميع مستخدمي الشبکات أو البنية الأساسية لتکنولوجيا المعلومات داخل نطاق المؤسسة بالاستخدام الآمن للبيانات المخزنة رقميًا في نطاق عمل المؤسسة بما يضمن حماية المعلومات، والتي تعد واحدة من الأصول العديدة التي تحتاج المؤسسات إلى حمايتها. وإختصاراً يستهدف أمن المعلومات حماية ثلاثة سمات أو أغراض رئيسية، وهي:

السرية Confidentiality: يقتصر حق أو حقوق الوصول لأصول البيانات والمعلومات على الأشخاص المصرح لهم بذلک مع التأکيد على عدم الکشف عنها للآخرين.
النزاهة Integrity: الحفاظ على البيانات سليمة وکاملة ودقيقة أثناء تشغيل أنظمة تکنولوجيا المعلومات.
الإتاحة/ التوفر Availability: وضع المعلومات أو النظام تحت تصرف المستخدمين المصرح لهم عند الحاجة.

والنصيحة التي خرجت بها الدول والمؤسسات من تجاربها وخبراتها العملية في مجال أمن الشبکات وتأمين المعلومات المتداولة إما على الخط المباشر من خلال أنظمة إلکترونية أو متاحة على وسائط مادية. أننا بحاجة دائمة منتظمة إلى بناء الثقافة الرقمية والمعلوماتية للأفراد من جانب وثقلها بالمعارف الحديثة ذات الصلة. فضلاً عن تقييم المخاطر الرقمية وعدم تغليب القيود والعقبات الأمنية على بناء المرونة الکافية التي تسمح بسهولة التداول والوصول والإتاحة وتحقيق الفائدة المرجوة من منتجات وخدمات الأنظمة الإلکترونية خوفاً من الإنتهاکات والإختراقات التي لا مفر منها.